فلسطين الآن تكشف حصرياً أسرار ما فعلته أجهزة عباس مع مجموعات فارس الليل بنابلس
2008-01-09
الضفة الغربية – فلسطين الآن – خاص – مجموعات فارس الليل التابعة لكتائب شهداء الأقصى في نابلس التي أغلقت صفحتها مؤخراً بعد أن ضرُب بها المثل في المقاومة الباسلة وكانت الحلقة الأخيرة الصامدة في سلسلة مجموعات كتائب شهداء الأقصى التي سقطت تباعاً ، فما الذي حدث لهذه المجموعة وكيف سلم قيادتها أنفسهم وسلاحهم بعد أن كانوا في طليعة العمل الوطني والجهادي.
شبكة فلسطين الآن تكشف حصرياً ما فعله قادة فتح والأجهزة الأمنية التابعة لعباس والتي تنسق مع الاحتلال بشكل مباشر في نابلس من أجل إنهاء مجموعة فارس الليل ونزع سلاحها .
بداية القصة
القصة بدأت منذ أشهر بشكل تدريجي بجلسات لقادة الأجهزة الأمنية مع بعض المطاردين من قادة فارس الليل بهدف تحييد المجموعة وضمان عدم تدخلها في حال ملاحقة السلطة وأجهزتها لأي من عناصر القسام في المدينة وتحديداً في البلدة القديمة وحاولوا إفهامهم أنهم ليسوا مستهدفين بل المستهدف فقط حماس ومطارديها .
ومن أبرز الاجتماعات اجتماع حدث في منزل الشهيد نايف أبو شرخ في منتصف إحدى الليالي قبل ثلاثة أشهر وحضره قادة من الأجهزة التابعة لعباس ومطاردين من فارس الليل وأبو علي مصطفى وتركز الاجتماع على ذات الفكرة فقد طالب قادة الأجهزة الأمنية ضمان عدم تدخل فارس الليل وأبو علي مصطفى لملاحقة عناصر كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس في البلدة القديمة وقال لهم قادة الفصائل أن لا مشكلة بمقاومة فصائل منظمة التحرير ولكن المشكلة في "مقاومة حماس" لكن الاجتماع انتهى بعكس ما توقع قادة الأجهزة الأمنية التابعة لعباس حيث رفضت كتائب أبو علي وفارس الليل مطالب الأجهزة الأمنية و اعتبروها خيانة مؤكدين أن كتائب القسام في البلدة القديمة إخوة في السلاح والمقاومة ولن يخذلوهم .
كتائب القسام ومقاومة الاحتلال
بعد ذلك استمر الشد والجذب في هذه القضية وكانت مجموعات فارس الليل تؤكد للسلطة وأجهزة عباس بأن عناصر كتائب القسام الموجودة في البلدة القديمة مهمتها فقط مقاومة الاحتلال وأنها لن تتعرض للسلطة نهائياً ، وبالطبع فإن قيادات الأجهزة الأمنية تعي هذا الكلام لكنها ترغب باستئصال المقاومة من القسام وغير القسام .
صمدت مجموعات فارس الليل التابعة لكتائب شهداء الأقصى فترة طويلة على موقفها بأنها لن تسمح بأي مساس بالقسام داخل البلدة القديمة بعد ذلك تطورت الأحداث وتمكنت إسرائيل والسلطة من اعتقال العديد من مطاردي كتائب القسام أبرزهم خالد دروزة " مسئول القسام في البلدة القديمة" ومحمد الكتوت أبرز مطاردي القسام بالبلدة القديمة والمعتقل حالياً في سجن الجنيد ناهيك عن تمكن الصهاينة من اعتقال المجموعة القسامية المنفذة للعديد من العمليات آخرها آرائيل وقبلها مجدليم التي قتل فيها جنديين صهيونيين بالإضافة للعديد من العمليات والاشتباكات بالبلدة القديمة كما قامت إسرائيل باغتيال عدد من مجاهدي فارس الليل أبرزهم القذافي الذي كان يعتبر من أصحاب العلاقات الممتازة مع كتائب القسام في نابلس .
فصول المؤامرة
بعد ذلك بدأت تتكشف فصول المؤامرة حيث طالب محافظ نابلس وقادة الأجهزة الأمنية بشكل صريح قادة فارس الليل بتسليم أنفسهم وانه لا معنى لبقائهم لأن السلطة ملتزمة بوقف المقاومة رغماً عن أنف الجميع .
وقد كان محافظ نابلس وقادة الأجهزة الأمنية بعد كل عملية اعتقال أو اغتيال يتصلون هاتفياً على معظم مطلوبي فارس الليل لاستغلال أجواء الاغتيال والاعتقال ويمارسوا ضدهم ضغط نفسي ومعنوي عله يخيفهم ويضطرهم للموافقة على تسليم أنفسهم وسلاحهم مقابل حمايتهم المزعومة واعتقالهم لعدة أشهر ريثما تنظر إسرائيل بالعفو عنهم .
وللأسف نجحت هذه الإستغلالات البشعة في موافقة بعض المطاردين خوفاً على حياتهم وسلموا أنفسهم وأسلحتهم للأجهزة الأمنية ولكن هذه الاستغلالات لم تفلح في إقناع الجميع .
القضاء على المقاومة
بعد عيد الأضحى المبارك وقبيل الاجتياح الأخير بذل محافظ نابلس ممثل وزارة الحرب الإسرائيلية في نابلس وقادة فتح والأجهزة الأمنية الخيانية جهود كبيرة لترتيب جلسة جديدة مع مهدي أبو غزالة قائد مجوعات فارس الليل الذي رفض بدوره كثير من الجلسات والمواعيد حتى أعطاه المحافظ ضمانات حقيقية على نفسه بأن لا يعتقل من قبل الأجهزة الأمنية ، وفعلاً حدث الاجتماع وضم كل من محافظ نابلس ومدير المخابرات عبد الله كميل ومدير الوقائي أكرم الرجوب وعصام أبو بكر من قادة فتح في نابلس .
وتركز فحوى الاجتماع على أنه لا حلول سوى تسليم فارس الليل كل مطارديها وأن تحل نفسها وتسلم سلاحها ويلتزم المحافظ وقادة الأجهزة الأمنية باعتقال قادة فارس الليل لمدة ثلاثة أشهر و من ثم ينتظرون العفو من الصهاينة ، لكن مهدي أبو غزالة رفض وبعد رفضه هددوه بأن الصهاينة بكل صراحة إذا لم ينته الموضوع بهذه الجلسة سيدخلون لاغتيال قيادات فارس الليل أو اعتقالهم وسيقوموا باجتياح كبير للمدينة ولن يخرجوا إلا برؤوس قيادة فارس الليل ، لكن مهدي أبو غزالة رفض وأصر أنهم سيبقون في البلد القديمة وأن الاحتلال كاذب ولا ضمانات عليه والتجربة خير دليل .
تنسيق فلسطيني صهيوني موحد
وبالفعل لم تلبث أن انقضت عدة أيام حتى اجتاح الصهاينة نابلس وبلدتها القديمة ونفذت عمليات تخريب ومداهمة كبيرة بحثاً عن مطلوبي فارس الليل وتمكنوا من اعتقال بعضهم ، وطيلة أيام الاجتياح والاتصالات تنهال على قادة فارس الليل من مديري المخابرات والوقائي في المدينة يقولوا لهم بأنهم لم يستجيبوا لمطالبهم وأنهم دمروا البلد وأنهم لو وافقوا لحموا أنفسهم ونابلس مشيرين إلى أن الفرصة لم تنتهي وطالبهم بإعطائهم ضمانات بأن يسلموا أنفسهم وسلاحهم مقابل مطالبة الصهاينة بالانسحاب من نابلس ووقف الاجتياح وقد كان موقفهم المبدئي الرفض لكن مع ازدياد المداهمات وأنباء الاعتقالات وشعور قادة فارس الليل أن الصهاينة هذه المرة جادون في الوصول إليهم ومع ضغوطات محافظ نابلس وقادة فتح والأجهزة الأمنية الذين أكدوا لهم أنه باستطاعتهم إنقاذ أنفسهم .
وفي النهاية وافق قادة فارس الليل على صفقة ينتهي بموجبها الاجتياح الصهيوني للمدينة على أن يقوم قادة فارس الليل بتسليم أنفسهم وسلاحهم للأجهزة الأمنية بالمدينة بعد عدة أيام من انتهاء الاجتياح حتى لا يحدث أي ربط بالموضوع ، وفعلاً هذا ما حدث فقد قام كل من تبقى من مطاردي فارس الليل بتسليم أنفسهم لمحافظ نابلس الذي تغنى هو وزير الداخلية اليحيى بانتهاء رسمي لظاهرة فارس الليل التي أرقتهم طيلة الأشهر الماضية .